روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | دكتور هشام الخياط يكتب: التدهن الكبدي ومشاكله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > دكتور هشام الخياط يكتب: التدهن الكبدي ومشاكله


  دكتور هشام الخياط يكتب: التدهن الكبدي ومشاكله
     عدد مرات المشاهدة: 2031        عدد مرات الإرسال: 0

التدهن الكبدى مجموعة من الأمراض تبدأ بتجمع الدهون الثلاثية فى الخلية الكبدية ثم حدوث أكسدة للأحماض الدهنية تخرج الشوارد الحرة التى تأتى بخلايا الالتهاب حول الخلية الكبدية يصبح التدهن الكبدى محاطًا بخلايا الالتهاب ما يسمى بتدهن الكبد الملتهب سرعان ما تفرز خلايا الالتهاب مواد تسمى بالسيتوكينات التى تصيب الخلية الكبدية، ويحل محلها النسيج الليفى، وإذا لم يتم العلاج وتدارك المرض سريعا يحدث التليف الكبدى.. وفى بعض الأحيان سرطان الكبد.

وتدهن الكبد.. مرض شائع الحدوث واسع الانتشار سواء فى الدول المتقدمة أو فى الدول النامية، وتشير الإحصائيات أن نسبة المرض فى مصر تتراوح بين 20 إلى 25% أما التدهن الكبدى الملتهب فنسبة حدوثه تقريبًا من 2-4%.

وتدهن الكبد أسبابه متعددة ترجع إلى زيادة الوزن والسمنة ومرض السكر من النوع الثانى وزيادة الدهون الثلاثية فى الدم، وتوجد أيضا بعض الأدوية التى تزيد من حدوث تدهن الكبد مثل الكورتيزونات وبعض الأدوية الخاصة بخفض ضغط الدم وبعض أدوية منع الحمل.

أما بالنسبة إلى زيادة الوزن فهناك طرق كثيرة لمعرفة الوزن المثالى أسهلها طرح الطول من مائة فيصبح الوزن المثالى للشخص وأى زيادة عن الرقم يصبح الشخص زائد عن الوزن، وهناك أيضا مؤشر كتلة الجسم وهو الوزن على الطول بالمتر المربع والرقم المثالى يكون فى حدود 25.

ولكن أهم من زيادة الوزن هو زيادة السمنة العلوية، وخاصة سمنة البطن، وما يطلق علية سمنة الأعضاء الداخلية وتجويف البطن لأن سمنة البطن أخطر من سمنة الأرداف لأن الخلايا الدهنية الموجودة فى البطن تكون أكثر نشاطًا ومقاومة للأنسولين وبها مدخل مباشر على الكبد وأعضاء البطن، ولذا تكون أخطر من سمنة الأرداف.. وتلعب سمنة البطن دورًا رئيسيًا مباشرًا فى مقاومة الجسم والخلايا للأنسولين، والطريقة التى يتم بها قياس سمنة البطن تتم عن طريق قياس محيط الخصر أو الوسط، فإذا زاد عن 88 سم فى السيدات أو 102سم فى الرجال يكون الإنسان عرضة أكثر لمشاكل السمنة ومقامة الأنسولين والتدهن الكبدى وخاصة الملتهب.

وتنتج السمنة وخاصة فى منطقة البطن من عدم مزاولة الرياضة وتناول الأكلات الدسمة المشبعة بالدهون، ولذلك ننصح زائدى الوزن بممارسة الرياضة غير العنيفة بالمشى على الأقل نصف ساعة يوميًا، والبعد عن الوجبات غير المتوازنة وعدم تناول الوجبات أمام التليفزيون حتى لا يكون عرضة للأكل بكميات كبيرة، خاصة وأن السمنة تؤدى إلى مضاعفات كثيرة سواء فى الجهاز الهضمى مثل التدهن الكبدى، بالإضافة إلى الضغط والسكر من النوع الثانى وخشونة المفاصل والنقرص والاكتئاب وعدم الثقة فى النفس، وتأتى إلى السبب الثانى الأكثر شيوعًا لتدهن الكبد، وهو مرض السكر من النوع الثانى، وتؤكد الدراسات الحديثة أن مرض السكر من النوع الثانى تسبقه سنوات طويلة من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، وخاصة خلايا العضلات والخلايا الدهونية وخلايا الكبد.

والسبب الثالث للتدهن الكبدى هو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليستيرول الضار فى الدم، ويجب خفض النسبة إلى المعدلات الطبيعية والبعد عن تناول الأطعمة الدهنية، وخاصة المشبعة، مثل الزبدة والقشطة والسمنة والجمبرى والاستاكوزا والبط والأوز والحمام واللحم الضأن.

وهناك فرق جوهرى بين تدهن الكبد فقط وتدهن الكبد الملتهب، حيث إن الأخير ممكن أن يتطور إلى تشمع كبدى وتليف كبدى وأورام مع الوقت، فقد وجد أن نسبة تقترب بين 20% من مرضى التدهن الكبدى الملتهب تتحول مع الوقت إلى تليف كبدى فى غضون عشر سنوات. ولا يتم التفرقة بين الاثنين عن طريق العين الكبدية، حيث إن ارتفاع نسبة الإنزيمات الكبدية لا تفرق بين المرضين.

وهناك بعض المؤشرات التى تعطى انطباعات بأن هناك التهابات مع التدهن، منها تضخم الكبد ووجود مقاومة للأنسولين وارتفاع الإنزيمات وخاصة ALT.. وهناك علاقة وطيدة بين مرض التدهن الكبدى وخاصة الملتهب، ومتلازمة اختلال الميتابوليزم أو متلازمة مقاومة الأنسولين، وتتكون من النقرس وأمراض الشرايين والضغط ووراء كل ذلك مقاومة الخلايا للأنسولين وعلاج التدهن الكبدى يبدأ بخفض الوزن إذا كان زائدًا عن المعدل بممارسة الرياضة والبعد عن الدهون والأكل المتوازن والإكثار من الخضروات الطازجة والفاكهة، وضبط معدلات السكر والدهون فى الدم عند المعدلات الطبيعية.

وتوجد الآن بعض الأدوية التى تحفز من عمل الأنسولين وتقلل من مقاومته.. مثل الميتفورمين والروزجليتازون البيوجليتازون، وقد ثبت فاعلية هذه الأدوية فى تحفيز الخلايا لعمل الأنسولين، ومن ثم فى خفض نسبة الأحماض الدهنية فى الدم ووقف ترسيبها فى الخلية الكبدية وزيادة أخذ الجلوكوز فى الدم بواسطة العضلات مع عدم نزوح الجلوكوز من الكبد وتحسن الإنزيمات الكبدية وتحسن التدهن الكبدى مع تقليل الالتهابات الموجودة بين الخلية الكبدية، ولا ننسى دور بعض أدوية مضادات الأكسدة مثل فيتامينات هـ ومادة البيوتين فى تحسين التدهن الكبدى.

الكاتب: د. هشام الخياط

المصدر: موقع اليوم السابع